رئيس مجلس الأدارة
علي العرباوي
رئيس التحرير
عصمت ممتاز

تزوجا بعد قصة حب؛ فهى ابنة الجيران التى أحبها منذ الطفولة وتواعدا كثيرًا واتفقا على الوفاء والحب. وتمت قصة حبهما بالزواج بعد موافقة ومباركة الاسرتين فهم جيران ولكن فى حكم الاخوة الاشقاء وكانت الفرحة تغمر الجميع، وفى ليلة متواضعة على قدر إمكانيات الاسرتين تم الزفاف فى إحدى قرى الشرقية الفقيرة بعد تجهيز غرفة فى منزل والد العريس كعادة اهل الريف.
بدأ العروسان حياتهما في سعادة وهدوء يخرج الزوج كل صباح لمساعدة والده فى أعمال الزراعة او العمل لدى بعض اهالى القرية ليتمكن من تلبية متطلبات بيته وزوجته. ورغم الحياة الشاقة التى يحياها الزوج ولكنه كان راضيا وسعيدًا وعند عودته الى غرفته الدافئة بحب زوجته المحبة الراضية بحياتها البسيطة كان ينسى كل تعب وعناء يومه بعد تناول طعام زوجته الذى اعدته له بحبها وحنانها.
مرت أيام الزوجين بسيطة هادئة وتنقل الزوج فى العديد من الاعمال كى يحصل على قوت يومه وتوفير حياة كريمة لزوجته وأطفاله فى المستقبل. أحيانا كان يعمل بالزراعة أو مبيض محارة او عامل بناء كل ما يهم هو العودة فى نهاية اليوم ببعض الجنيهات التى يرضى بها زوجته ورجولته وسيطرته على منزله. وفى المقابل كانت الزوجة تجتهد طوال اليوم لاعداد الطعام الذى يحبه زوجها على قدر إمكانياتها وبما تركه الزوج من جنيهات.
هذا الصباح كان مختلفًا، استيقظ الزوج من نومه واعدت له الزوجة وجبة الافطار التى يعتمد عليها حتى عودته نهاية اليوم. وودع زوجته وخرج الى عمله. جلست الزوجة رضا تفكر ماذا تعد لزوجها من طعام. ولكنها تشعر ببعض التعب وتشعر ان جسدها لا يساعدها اليوم على الذهاب الى السوق واعداد الطعام. وحدثت نفسها ان زوجها لن يغضب إذا ما قدمت له ما تبقى من طعام الأمس،

إنه المحشى الذى يعشقه.
وشعرت الزوجة انها تحتاج الى قسط من الراحة وذهبت الى سريرها لتأخذ قسطًا من الراحة حتى عودة زوجها من عمله.
وعاد الزوج واستقبلته رضا كعادتها بالحب والترحاب وأحضرت له الماء الساخن كى يغتسل حتى تعد له الطعام. وجلس الزوج ينتظر الطعام الذى يحلم به طوال يومه وأحضرت الزوجة الطعام وفوجئ الزوج انه (محشى بايت) من الامس وقطع من الطيور. جن جنون الزوج. ما هذا يا رضا انه طعام امبارح.
اعتذرت له الزوجة وقالت له انها شعرت ببعض التعب ولم تستطع اعداد طعام طازج له وطلبت منه السماح مع الوعد بعدم تكرار ذلك مرة أخرى.
ولكن كل ذلك لم يشفع للزوجة ونسي الزوج اخلاصها وتفانيها فى خدمته منذ زواجهما وسعادته معها وانها منذ دخولها بيته لم تقصر فى خدمته مطلقا وبشهادة الجميع.
وكال لها الشتائم والاتهامات بانها زوجة فاشلة ولا تصلح ان تكون زوجته وانه لن يكمل حياته معها، شعرت الزوجة الشابة بالصدمة، كل هذا لانها شعرت بالمرض ولم تعد له طعامًا طازجًا كعادتها وواصل الزوج عقابه لزوجته ونام ليلته بعيدا عنها، وخرج فى صباح اليوم التالى دون كلمة واحدة وباتت الزوجة تبكى وتحاول ارضاء الزوج ولكن دون جدوى.
ورغم ذلك بدأت فى اعداد الطعام لزوجها حتى ترضيه عندما يعود من عمله. وفى منتصف اليوم شاهدها والد زوجها ودموعها تغرق وجهها. وسألها ما بها وروت له ما حدث وطلبت منه الحديث مع زوجها حتى يغفر هذا الخطأ، طبطب الرجل على زوجة ابنه وهدأ من روعها واخبرها ان ابنه مخطيء وان الأمر لا يستدعى كل ذلك. وهدأت رضا وأكملت اعداد الطعام لزوجها.
وانتظر الأب عودة ابنه من عمله وطلب الحديث معه قبل ان يدخل الى غرفته وعنفه على ما فعله مع زوجته وانها لا تستحق منه هذه المعاملة وطلب منه عدم تكرار فعلته معها.
استشاط الزوج غضبا من زوجته كيف تفعل ذلك كيف تنقل اسرار بيتهما لوالده. وهل تعتبره طفلا تشكوه الى والده. ودخل عليها وعندما هرولت اليه لاستقباله كالعادة دفعها وألقى بها على الأرض. صعقت الزوجة لماذا تفعل ذلك. ورد الزوج بعصبية كيف تبلغى والدى ما حدث بيننا. قالت له ماذا فى ذلك انه والدى انا ايضا وليس بغريب.
ولكن الزوج لم يقتنع بكلامها. واحتد النقاش بينهما واسرع الزوج الى سلاحه النارى الذى يخفيه. ووجهه الى زوجته حبيبته. ماذا تفعل هل جننت تريد ان تقتلنى؟. ايوة لازم اقتلك، تأكلينى محشى بايت وتطلعى اسرارنا. حاولت الفرار منه ولكن طلقة الرصاص كانت اسرع. استقرت فى احشائها وسقطت رضا مدرجة في دمائها. نظر الزوج الى يده وبها المسدس وزوجته التى أغرقت دماؤها المكان وفوجىء بالجيران يطرقون الباب بقوة بعد سماعهم صوت الرصاص واستغاثة الزوجة. فتح الباب. لم يرد على نظرات عيونهم وسكوت الكلام من هول المنظر. فر هاربا. حاول الجيران انقاذ الزوجة واستدعوا سيارة الاسعاف. ولكن رصاصة الزوج كانت قد تمكنت من احشاء الزوجة ولفظت انفاسها الأخيرة.
الكل غير مصدق هل صحيح قتل الرجل زوجته بسبب طبق محشى بايت؟! تناثرت الحكاية كالنار فى الهشيم، والقى القبض على الزوج، والذى سأل على زوجته وهل هى بخير ولكن أخبره رجال الامن بموتها. انهار الزوج وكل ما طلبه رؤيتها قبل دفنها ليطلب منها السماح والعفو.
طلب منهم حبسه ومعاقبته بأشد العقوبة لانه قتل أعز ما فى حياته. حب عمره وطفولته. وانه كان فى لحظة غاب فيها عقله ونسى كل افضال زوجته عليه وحبها له ومحاولتها ارضاءه وتحويل الغرفة المتواضعة الى جنة. انه لا يستحقها.
كانت ملاكًا يمشى على الأرض كيف فعل بها ذلك. وشيع اهالى القرية جثمان رضا فى موكب جنائزى مهيب. ولكن هذا لا يخلو من الهمسات. (قتلها بسبب طبق محشى بايت).أحالت النيابة الزوج الى المحاكمة.
 



[ad_1]

By ahram

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *