رئيس مجلس الأدارة
علي العرباوي
رئيس التحرير
عصمت ممتاز

تنبؤات بقفزات كبيرة فى أسعار حديد التسليح والمسطحات المحليه عام 2021

كل المؤشرات والأرقام العالمية تؤكد أن عام 2021 سيكون هو العام الأصعب لصناعة الصلب المحلية وإذا ذكر اسم صناعة الصلب تنصرف كل الأذهان إلى حديد التسليح وأسعاره. الوضع الصعب لصناعة الصلب سيشمل كل المصانع المنتجة للصلب فى مصر سواء مصانع الدرفلة، أو المصانع المتكاملة أو شبه المتكاملة وكل من هذه المصانع بلا استثناء يعمل حالياً فى ظروف اقتصاديه بالغة الصعوبة يعلمها القاصى والدانى، وكذلك الخبير الاقتصادى المتخصص والصانع والتاجر والوكيل والمورد وكل عناصر عملية التصنيع والبيع ولكن ربما تغيب التفاصيل ودقائقها وخفاياها عن المستهلك والذى بالتأكيد ينحصر كل همه فى الحصول على منتج نهائى جيد الجودة ولكن بسعر رخيص.وجملهة القول بداية ان الوضع الحالى للصناعة صعب للغاية سواء من ناحية تكاليف التشغيل، أو فيروس كورونا، أو التباطؤ الشديد فى تصريف الإنتاج ما أدى الى تراكم حجم المخزون وكل هذه الظروف نتاولها بالتفصيل فى سطور لاحقة.

لم يكن أمام المصانع المحلية المنتجة لمنتجات الصلب المختلفة سواء حديد التسليح أو البليت أو المسطحات أو الصاج مفر من تحريك الأسعار بالزيادة بعد أن ظلت المصانع لفترة طويلة تقترب من العام ونصف العام تقريباً محافظة على أسعار البيع لمستويات مقبولة جدا من المستهلكين، والسبب الرئيسى الذى دفع المصانع مضطره الى تحريك أسعارها بالزيادة هو التطور الهائل فى اسعار الخامات بالبورصات العالمية مع التأكيد أن غالبية المصانع خاصة مصانع الدرفلة مستورد صاف للخامات وهو ما نفنده فى سطور لاحقة أيضاً.

** الوضع الحالى للصناعة صعب للغاية

 

تعمل مصانع إنتاج الصلب المحلية فى ظل ظروف بالغة الصعوبة كما أشرنا سابقاً ويكفى أن نقول إن عام 2020 اقترب من خط النهايه ولا تزال أعتى الاقتصادات العالمية بما فيها الدول الصناعية الكبرى أمثال الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وإنجلترا واليابان وإيطاليا والصين تعانى الخسائر الفادحة جراء فيروس كورونا الملعون.

الأمر الثانى أن المصانع المصرية تتكبد خسائر كبيره نتيجة ارتفاع تكاليف التشغيل

ويكفى أن نقول فى هذه النقطة إن المصانع تحصل على الغاز بسعر يعد هو الأعلى بين كل دول المنطقة العربية، 4.5 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية.

الأمر الثالث أن قرار الحكومة بإيقاف تراخيص البناء لمدة 6 أشهر ساهم بشكل كبير شئنا أم أبينا فى تقليص الحصص السوقية لغالبية المصانع وانخفض حجم مبيعات المصانع من حديد التسليح وأصبح لدى كل المصانع تقريباً مخزون كبير.

وكانت المصانع تبذل جهوداً جبارة لتصريف منتجاتها وإنتعاش مبيعاتها وتنافست كل المصانع تقريبا فى تقديم حوافز وتسهيلات لكبار التجار والموزعين مع البيع بنظام الآجل لفترات طويلة والتساهل فى طرق الدفع مع الإشارة الى أن كل المصانع بلا استثناء قد لجأت الى التقشف الشديد فى حجم الإنفاق للسيطرة أو تقليل الفجوة الكبيرة بين الدخل والإنفاق.

يضاف الى ذلك أن المصانع كانت تعانى نقصاً حاداً فى حجم السيولة لديها فى ظل مطالبات البنوك لها بتسديد الاقساط والفوائد التى حصلت عليها فى أوقات سابقة وإحقاقاً للحق لولا المشروعات التى تنفذها الدولة المصرية من طرق وكبارى وعاصمه إدارية حديثة ومتطورة وغيرها لأطفأت العديد من المصانع أفرانها ونكست مداخنها وأغلقت أبواب مصانعها.

 

** ارتفاعات باهظة فى أسعار الخامات عالمياً

رغم كل هذه الظروف التى سقناها، فقد حافظت المصانع على مستويات أسعارها بشكل مقبول للغاية للمستهلكين لفترات طويلة تقترب من العام ونصف العام حيث كانت الزيادات طفيفه للغايه ولكن مع أواخر نوفمبر الماضى والأسبوع الأول من ديسمبر شهد السوق العالمى تطورا مذهلا فى اسعار الخامات بالبورصات مع التشديد على أن تحديد أسعار منتجات الصلب المحلية يخضع فى المقام الأول لأسعار البورصات العالمية، ولا تستطيع أعتى المصانع فى مصر سواء مجموعة عز أو مجموعة بشاى أو السويس

أو المصريين أو الجارحى أو المراكبى أو مجموعة العشرى أو حديد المصريين أو السويس أن تعمل أو تحدد أسعارها بعيداً عن الأسواق العالمية للخامات سواء الخردة، أو الأيرن أور، أو البليت.

 

مع تطور اسعار الخامات بالبورصات العالميه كان منطق الأشياء يقول إنه لا مفر أمام المصانع المصرية من تحريك أسعارها لمواجهة هذه الزيادات الكبيرة فى أسعار الخامات.

تطور أسعار الخردة

تؤكد ميتال بوليتان لأبحاث الصلب أن أسعار الخردة فى أبريل من العام الجارى 2020 كانت لا تتعدى 213 دولاراً للطن، قفزت فى يوليو الى 241.5 دولار ثم الى 259.5 دولار للطن، ثم تراجعت الى 252 دولاراً مع حلول أكتوبر الماضى ولكنها عاودت الزيادة الكبيرة مرة أخرى وقفزت الى مستوى قياسى مع الأسبوع الأول من ديسمبر الحالى لتسجل نحو 329 دولاراً للطن.

زيادات كبيرة فى خام الحديد

وشهدت أسعار تصدير خام الحديد أو الأيرن أور  زيادات كبيرة، حيث قفز السعر فى ابريل من العام الحالى الى 85 دولاراً للطن ثم قفز الى 105 دولارات للطن، ثم الى 119 دولاراً للطن، ثم الى 126 دولاراً للطن، ثم كانت إلى 145 دولاراً للطن مع انتهاء الأسبوع الأول من ديسمبر الحالى.

** زيادات باهظة فى أسعار المسطحات عالمياً

 

لم تنج المسطحات من الزيادات الرهيبة فى الأسعار العالمية وهو الأمر الذى يؤكد عليه مركز فاست ماركتس لأبحاث الصلب وكذلك ميتال بوليتان. أوضح مركز فاست ماركتس أن أسعار تصدير المسطحات المدرفلة على الساخن فى تركيا سجلت أرقاماً قياسية ومستويات كبيرة للغاية لم تحدث من فترات طويلة.بلغ سعر الطن فى ابريل الماضى نحو 393 دولاراً للطن، فوب وارتفع فى يوليو الى 423 دولاراً للطن ثم ارتفع الى 495 دولاراً للطن فى أغسطس الماضى، وعاد ليقفز من جديد ليسجل 515 دولاراً للطن فى أكتوبر الماضى ثم كان الارتفاع غير المسبوق وهو 700 دولار للطن. جملة القول وبلا تردد أن المصانع المحلية سترفع أسعار منتجاتها النهائية من حديد التسليح والمسطحات بكافة تشكيلاتها خلال الشهور القادمه مضطرة لمواجهة هذا الإعصار العالمى الذى يكمن فى إرتفاع تكاليف الخامات من بليت وخردة ومنتجات نفطية، وضعف الكميات المستخرجة من خامات المناجم بسبب ظروف كورونا وعدم انتظام العماله فى المناجم، وظروف النقل المتردية وقفل العديد من الموانئ حول العالم أو تحجيم العمل فيها..كل هذه الظروف ستدفع المصانع إلى زيادة أسعارها من منتجاتها النهائية من حديد التسليح والمسطحات إلى حين إشعار آخر وبات على الجميع التعايش وتقبل هذه الأوضاع التى يتعشم الجميع أن تكون مؤقتة.



[ad_1]

By ahram

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *