صلاح أبوعلم العضو المنتدب لشركة القاهرة الوطنية للاستثمار والأوراق المالية:
10 شركات تمتلك فيها القاهرة الوطنية مساهمات
لدينا جميعاً أحلام، لكن يحققها من يرى نفسه أن يكون، فليست السنوات فى مسيرتك هى التى تحصى، لكن ما حققت هو الذى يبقى ويعد، كل شيء تستطيع تخيله فهو حقيقة، لأنك لا تخسر حقاً إلا إذا توقفت عن المغامرة.. وهكذا محدثى عقيدته ستنال الأشياء التى لديك الشجاعة فى أن تطلبها.
لا تضيع وقتك بالوقوف أمام لحظات الغروب، بل استدر فإن هناك شروقًا جديدًا دائمًا، فلو كانت الحياة متوقّعة لتوقفت عن كونها حياة، وعلى هذا كان محدثى منذ صباه، رغم حياته المرفهة، لا يؤمن سوى بتحمل المسئولية والإصرار.
صلاح أبوعلم العضو المنتدب لشركة القاهرة الوطنية للاستثمار والأوراق المالية.. بمنطق السمعة الطيبة والرقيب القوى حفر سجله فى سوق المال، الإعداد الجيد والعمل الشاق والتعلم من التجارب هى أسرار النجاح فى منهجه، غامض لمن لا يعرفه، المغامرة من أهم مفردات قاموسه، حريص على التعلم من أخطائه، لا ينسى كل من قدم له العون والنصيحة فى مشواره العملى.
البساطة، والتاريخ الطويل للوطنية فى أحلك الفترات والظروف السياسية، تسطره أركان المكان.. لوحة فنية تحمل رموز شجرة العائلة الوطنية، يتصدرها صبرى أبوعلم باشا، الوفدى البارز وصاحب إصدار «قانون استقلال القضاء»، مقتنيات ترتبط بتاريخ العائلة ونضالها الوطنى، كل شيء يبدو بسيط، بعض المناظر الطبيعية تضيف للمكان طاقة إيجابية.. موسوعة من الكتب والمجلدات التاريخية، تحكى فترات من النضال الوطنى، غرفة المكتب أكثر بساطة، سطح المكتب تزينه متعلقات والده القاضى، ملفات لها علاقة بعمله، أجندة ذكريات يسجل فيها مواقف خالدة لتاريخ العائلة، بدأ صفحاتها برسالة شكر وتقدير لوالده المستشار، ودوره الكبير فى صناعة شخصيته.
تحلَّ بالشجاعة، وكن متفائلًا وسوف تنجح فى مشوارك «هكذا يبدو الرجل، إصرارًا، انضباطًا وجهدًا، رغبة فى النجاح المتواصل ترتسم على ملامحه، حماسى ودقيق حينما يتحدث عن المشهد الاقتصادى، تتكشف الراحة والهدوء فى حديثه.. يقول «خاضت الحكومة معركة صعبة لإصلاح الاقتصاد، وقطاعاته، عقب ثروة يناير2011، ونجحت بفكر مبتكر، وإرادة سياسية فى نقل الاقتصاد لمنطقة أخرى، أكثر استقرارًا، وتطورًا، وهنا تعظيم سلام للحكومة على أدائها الجيد فى كل الملفات، خاصة الملف الاقتصادى».
الانضباط والمصداقية من السمات المكتسبة من والده المستشار، يتبين ذلك من تحليله، بأن الحكومة تجاوزت الموجة الأولى لجائحة كورونا، وانعكس ذلك على الاقتصاد، بسبب الاحترافية والرؤية الجيدة، كان ذلك مؤشرًا إيجابيًا أن الدولة فى مسارها الصحيح، وهذا المسار مستمر لما بعد تلاشى جائحة كورونا، التى خرجت منها الدولة والمواطن بالعديد من الدروس المستفادة، ومنها أن العالم سوف يتغير اقتصاديًا، وثقافيًا فى طبيعة العمل، وإدارة الملفات المختلفة، وكل ذلك مؤشرات بأن القادم أفضل، فى ظل التعامل مع الأخطاء وتداركها سريعًا فى الملفات إذا حدثت، لذلك كانت الإشادة من كافة المؤسسات الدولية بمشهد الاقتصاد الوطنى.
– بثقة وحماس يجيبنى قائلًا إنه «بالتحليل يتكشف أن رجل الشارع فى السنوات الماضية كان تحت خط الصفر فى معيشته، افتقر للخدمات، وإن وجدت فهى
ضعيفة للغاية، سواء فى الرعاية الصحية أو التعليم، أو غيرها من الخدمات الأخرى، ولكن تغير الحال فى الوقت الراهن، من خلال الخدمات المقدمة للمواطن فى كافة المجالات، لذلك مطلوب من الحكومة المزيد من تقديم الدعم، ورفع الأعباء التى تراكمت على المواطنين بسبب فاتورة الإصلاح الاقتصادى، وبعدها جائحة كورونا».
صراحته تعنى تحمله المسئولية الكاملة فيما يقول، ونفس المشهد عند الرجل حينما يتحدث عن السياسة النقدية، ودور البنك المركزى فى تحقيق الاستقرار للاقتصاد، يعتبر أن أداء ومسار السياسة النقدية، جيد، ويسير بخطوات ثابتة، لكن بعض الظروف، والأحداث غير المعلومة ربما تؤدى إلى تأخير بعض القرارات، وبصورة عامة فى هذا الملف يتسم بالاستقرار، وهذا لا يخفى بعض التحفظات فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة، ومعاناة شرائح محددة تعتمد على العوائد الخاصة بودائعهم.
ربما الصراع الدائر فى عملية خفض الفائدة لا تتمثل فى العمل على تنشيط الاقتصاد, إنما فى البعد الاجتماعى، وفقدان العديد من الطبقات، والشرائح كبيرة السن، مورد دخل مهم ممثلًا عوائد ودائعهم التى يحصلون عليها بعوائد.. لكن محدثى له وجهة نظر تتمثل فى إصدار منتجات مالية تعوض أصحاب المعاشات عن عملية خفض الفائدة.
– بفكر منظم ومرتب يرد قائلًا إن «المشهد بسبب كورونا يتطلب العمل على تثبيت أسعار الفائدة فترة، حين الانتهاء وتلاشى تداعياتها، مع تقييم الحالة، خاصة أنه كان من الخطأ إصدار منتجات مالية للسواد الأعظم بنسبة 15%، مما أسهم فى إقبال كبير على هذه المنتجات، وتجاوزت حصيلتها 290 مليار جنيه».
الانضباط والنجاح والمصداقية سلاح مهم فى شخصية الرجل، لا يشغله كثيرًا الاقتراض الخارجى، بسبب التداعيات السلبية التى ضربت اقتصاديات العالم، مما أثر على موارد الدولة من الدخل، وبذلك الاعتماد النسبى على الاقتراض مقبولًا مؤقتًا، لحين تحسن الحال، خاصة أن الدولة تتجه بشدة نحو التصنيع والإنتاج المحلى، الذى يخفف فاتورة الاستيراد، وكذلك أن جزءًا من الاقتراض يتم توجيهه إلى المشروعات القومية التى تحقق عائدًا، يتجاوز تكلفة فائدة الدين، بالإضافة إلى أن الجهات المقرضة يكون لديها دراسة كاملة عن السوق المحلى للدولة المقترضة، وقدرتها على السداد، وهذا يعزز الثقة فى الاقتصاد، على المستوى المالى العالمى.
فى هذا الملف فى جعبة الرجل العديد من الحكايات حول أسعار الصرف، واستقرارها خلال الفترة الراهنة، ويرجع ذلك إلى التغير الكبير فى ثقافة رجل الشارع من طابع استهلاكى إلى الترشيد، نتيجة جائحة كورونا التى أسهمت فى تغيير سلوكه الاستهلاكى، وهو ما يدعو للتفاؤل بمزيد من التعافى للعملة المحلية أمام الدولار خلال السنوات القادمة مع الاهتمام الكبير بالإنتاج المحلى.
انتقادات شديدة للسياسة المالية، بأنها ليست بنفس أداء السياسة النقدية.. فلماذا؟
– لحظات صمت وتفكير قبل أن يجيبنى قائلًا إنه «يوجد حالة توافق بين السياسة النقدية والمالية، ولكن يؤخذ على هذه السياسة تحميل شرائح بعينها العديد من الضرائب المختلفة، تتصدرها الطبقة المتوسطة العمود الفقرى للاقتصاد، رغم أن الكثير من الفئات الأعلى متهرب من الضرائب، ويتطلب تحصيل المستحق عليه».
وتابع أن «الشمول المالى، والتحول الرقمى، سوف يسهمان بصورة كبيرة الوصول إلى قطاع الظل، أو القطاع غير الرسمى، حيث تقوم الدولة تدريجيًا بإدخال الشرائح المجتمعية فى منظومة الشمول المالى، وبمرور الوقت سوف يتم الوصول إلى القطاع غير الرسمى مع تعزيز التوعية، بأهمية تطبيق منظومة الشمول المالى لهذا القطاع».
تجاربه تعلم منها الرغبة الحقيقية فى الإصلاح، ونفس المشهد يصفه الرجل فى ملف الاستثمار، يعتبر أن هذا الملف يتطلب تيسيرات أكثر من الحكومة لصالح المستثمرين، وتقديم ميزات تنافسية تمنح الاستثمار الوطنى ميزة عن باقى اقتصاديات المنطقة، ورغم الانتقادات الموجهة إلى الاستثمار، فإن الفترة القادمة تحمل التفاؤل لهذه الملف، مع ضرورة العمل على الترويج، وجذب الشركات الكبرى المصدر لمنتجاتها إلى مصر، بما يسهم فى تحقيق استثمار حقيقى، يحقق قيمة مضافة، ويعمل على توفير فرص عمل.
لا يخفى الرجل انحيازه للقطاعات الخدمية سواء القطاع الصحى أو التعليمى، كونهما من القطاعات القادرة على قيادة الاقتصاد وتحقيق تنمية مستدامة، وهو ما تم الاهتمام به مؤخرًا من جانب الحكومة، خاصة أن مثل هذه القطاعات، لديها القدرة الكبيرة فى تحقيق طفرة فى كافة المجالات.
ليس ذلك حسب فى رؤية الرجل، وإنما أيضًا القطاع الصناعى والإنتاجى بكل ما يضم من صناعات مختلفة سواء الغزل والنسيج أو الصناعات المغذية، مع القطاع الزراعى الذى حقق قفزة كبيرة فى التصدير فى ظل جائحة كورونا إلى دول الاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى عودة السياحة بقوة كبيرة خلال الفترة القادمة بعد كورونا، وكذلك قطاع اللوجستيات الذى أصبح يمثل ركيزة مهمة فى اقتصاديات الدول.
التميز لا يكون إلا عندما تقدم شيئًا مختلفًا، وكذلك على القطاع الخاص فعل ذلك كما يرى محدثى، حيث يعتبر أن تدخل الحكومة ليس منافسة للقطاع الخاص، وإنما بهدف تحقيق التوازن، وأمام القطاع الخاص فرصة للتوسع، مع مراعاته لجودة المنتج، وهامش الربح المقبول، وقبل كل ذلك لابد من مراعاة فى ظل وضع خطط ورؤية من جانب الحكومة تسهم فى تشجيع القطاع الخاص على التوسع.
لا يزال ملف برنامج الطروحات الحكومية يشغل السواد الأعظم من المراقبين، ولمحدثى رؤية خاصة بهذا الملف، يرى أن السوق فى حاجة إلى منتجات جديدة، من شأنها العمل على زيادة عمق السوق، واستقطاب شرائح جديدة، تقدم قيمة مضافة إلى البورصة.
تحدد موهبتك ما يمكنك فعله، ويحدد دافعك مدى استعدادك للقيام به، وهنا يكمن نجاح الرجل فى مسيرته الطويلة سواء فى العمل البنكى أو مجال سوق المال، أو بهيئة الرقابة المالية كواحد من قيادات الهيئة خلال فترة ما قبل ثورة يناير 2011، سجل الرجل حافل بالنجاح فى كل عمل مارسه سواء فى القطاع الخاص أو الحكومى، يسعى دائمًا مع مجلس إدارة الشركة فى تحقيق استراتيجية طموحة تعزز كيان الشركة التى لديها مساهمات وحصص فى 10 شركات، وتبنى هذه الاستراتيجية على 3 محاور مهمة تتصدرها الهيكلة الإدارية والفنية فى ظل المتاح، بالإضافة إلى أنه جار تفعيل التراخيص الممنوحة للشركة منذ تأسيسها، والخاصة بالمحافظ، والصناديق، ورأس مال المخاطر، وتأسيس الشركات، والالتزام بالقواعد وقوانين الإفصاح والشفافية.
التميز لا يأتى دون أن تتجرع مرارة التعب، والتجارب دائمًا حافزة للإبداع، يراها أول الخيط للطريق الصحيح، يجد راحته، وطاقته الإيجابية فى هواية الصيد، لما تمنحه من صبر وعزيمة، محبًا للألوان المرتبطة بالحافز، عاشقًا للموسيقى الهادئة.. لكن يظل شغله الشاغل الوصول إلى الرضا عن النفس فى العمل، وهذا ليس له سقف، ربما يتحقق جزء منه عندما يصل مع مجلس الإدارة بالشركة إلى الريادة فى السوق… فهل يستطيع تحقيق ذلك؟
[ad_1]