3 محاور تدعم استراتيجية الجمعية
لقد كتبت بالفعل كل أحلامى، ما تبقى هو تنفيذها، فهى التى ستغير حياتك، وتبقيك على الطريق، لا تطلب من أحد أن يقاتل من أجلك، فلا أحد سيجعلك أسعد منك لتصل إلى ما تريد، وكذلك محدثى إيمانه إذا كنت تريد شيئًا، فلن توقفك الصعاب، فالمستحيل يتحول بالإرادة والعزيمة إلى ممكن.
ابتكر، وابدع، وتميز، لا تقف خلف وهم العثرات، فالمبدع يرى المطبات حافزًا، ويراه أول الخيط لاستكمال طريق النجاح، فسِر مع عزيمتك وإرادتك، عندها لن تمشى وحدك، كل شيء يستحق الحصول عليه يستحق العمل من أجله.. وعلى هذا كانت مسيرته منذ صباه.
محمد يونس رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للمحللين الفنيين «ESTA».. بمنطق لن يكون لديك المزيد من الفرص، حاول وظل أن تحاول سطر رحلته، حدد لنفسه ماذا يريد أن يكون، المغامرة والتجارب سلاحه للتفتيش عن الإبداع، والنجاح فى مفرداته غاية لا تنتهى.
فى الأدب ليس هناك ما هو أصعب من البساطة، وعند المدخل الرئيسى يبدو كل شيء هادئ وبسيط، الموسيقى الهادئة تملأ أركان المكان، ربما لما تحمله من طاقة إيجابية للرجل، ديكورات جمالية، ورسومات فنية تحمل بداخلها التفاؤل، أنتيكات كلاسيك تحمل ذكريات الماضى، مكتبه كبيرة تحمل أرففها مجموعة نادرة من الكتب المتنوعة، تحتل الممر المنتهى بحجرة مكتبه، سطح مكتب يعتليه مجموعة رسوم هندسية، أجندة أعمال يومية، يدون بين سطورها ملخصًا ليومياته، قصاصات من الورق يتكشف منها آثار السنوات، تحمل بداياته، وهواياته فى رسومات شارتات أسعار الأسهم، ورقة سجل فى سطورها رسالة إلى والده أفتتحها بعبارة «أتمنى أكون عند حسن ظنك».
علامات الحماس ترتسم على ملامحه، بمنطق الفكر المنظم أفضل ما يملكه يحلل بتفاؤل، يعتبر أن المشهد الاقتصاد يسير فى مساره الصحيح، خاصة فى ظل الخروج من أزمة كورونا فى موجتها الأولى بسلام، مقارنة بالدول التى لم تتجاوز الأزمة، بمعدلات نمو إيجابية، أو بحالة اقتصادية متوازنة، وهذا ما يرجع إلى قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة باحترافية.
فى هذا الصدد تساءل قائلًا.. ما المشهد فى العالم بعد كورونا؟ يعود ليجيب قائلًا إن «كل المؤشرات تكشف عن اتجاه العالم نحو التكنولوجيا بصورة عنيفة وبشكل كامل، بعد النجاح الكبير الذى تحقق على مستوى البيزنس والاقتصاد، وفى كل المجالات بصورة كبيرة خلال أزمة كورونا، وتعزيز فكرة العمل عن بعد، مع حفاظ هذه المؤسسات على مكاسبها، واستمرارها».
بفكر الثروة الحقيقية هى الأفكار الجديدة يجيبنى قائلًا إن «الاعتماد على التكنولوجيا ليس وليد اليوم، ولكن منذ سنوات طويلة، حينما بدأ تبنى فلسفة التكنولوجيا المارد القادم، مع الحكومات السابقة، التى على أساسها كان تأسيس القرية الذكية، ثم تطور المشهد، وبات الاتجاه السائد التحول إلى الرقمنة الكاملة، حيث تعتبر المرحلة القادمة تحمل الفكر الإبداعى للدولة، فى ظل المستجدات القائمة فى كل المجالات».
العدالة الاجتماعية من المحاور التى تشغل تفكير الرجل، عندما يتحدث عن رجل الشارع ومدى الاستفادة التى تحقق له من الإصلاحات الاقتصادية..
يقول إن «الواقع يكشف الدور الكبير الذى لعبته الدولة فى دعم رجل الشارع، خاصة بعد الدعم النقدى للعمالة غير المنتظمة، والفئات الأكثر احتياجًا، والنجاح فى الوصول إلى بيانات المستحقين فعليًا من العاملين، بل وتقديم كافة الرعاية الصحية للأمراض المزمنة».
والانضباط والصراحة من الأسلحة التى تمنحه مصداقية فيما يحلل، وكذلك حينما يتحدث عن السياسة النقدية، تتكشف فى ملامحه علامات الرضا عن أداء هذه السياسة، ربما التحفظ الوحيد الذى لا يخفيه يتمثل فى تأخر قرار التعويم، والاتجاه إلى التكنولوجيا، مقارنة بدول المنطقة، خاصة بدول الخليج، فيما يتعلق بالعملة الرقمية، رغم توافر القانون المنظم لذلك، غير ذلك نجحت السياسة فى تحقيق مستهدفاتها من خلال استقرار سعر الصرف، أو مواجهة التضخم».
بهدوء وثقة يجيب قائلًا إن «التضخم سوف يلعب دورًا كبيرًا فى عملية خفض أسعار الفائدة، من عدمها، حيث تتم دراسة العديد من المؤشرات المرتبطة بقرار الخفض منها أيضًا مؤشرات البطالة، لكن المستويات القائمة فى أسعار الفائدة جيدة للغاية وجاذبة، ومناسبة للاستثمار، وتنشيط الاقتصاد، وحركة التوسعات فى المصانع، وكذلك للفئات التى تعتمد على عوائد الودائع بالبنوك».
الإعداد الجيد سر النجاح، ونفس الحال يمكن تطبيقه على عملية الاقتراض الخارجى، يعتبر أن توجيه الدولة للأموال المقترضة خارجيًا فى مشروعات قومية تحقق عائد أعلى من فوائد هذه القروض، لا تسبب أزمة، حيث سينعكس ذلك إيجابيًا على المواطن والاقتصاد، إنما توجيه هذه الأموال لمواجهة عجز الموازنة، قد يسبب أزمات متعددة، ولذلك على الدولة الالتزام بسياسة الاقتراض الرشيد، فى ظل ارتفاع قيمة الاقتراض الخارجى.
لا يزال ملف أسعار الصرف يمثل جدلًا واسعًا بين الخبراء والمراقبين حول إمكانية قوة العملة المحلية أمام الدولار خلال الفترة القادمة، أو تراجعها، لكن محدثى فى هذه الاتجاه له رؤية خاصة تبنى على أنه من أنصار غير الداعمين لأسعار الصرف المدار المحدد 10% صعودًا، وهبوطًا، التى تسمح لتدخل البنوك المركزى، إلا وقت الأزمات فقط، ولكن المشهد حاليًا تغير، وبات التركيز على الإنتاج المحلى، والتصدير الذى يكون له دور كبير فى دعم قوة العملة الوطنية، من خلال أيضًا توطين الصناعات المهمة، مع ضرورة العمل على ترشيد الاستيراد.
علامات حيرة تبدو على ملامح الرجل قبل أن يجيبنى قائلًا إن «المراقب للسياستين يتكشف علاقة شد وجذب بينهما، حيث إن كل سياسة تريد العمل لصالحها، لكن دائمًا السياسة
المالية يتم التعامل معها بنوع من الحذر، إلا أن المشهد فى هذه السياسة سوف يتغير مع تنفيذ الشمول المالى ودخول الاقتصاد غير الرسمى فى منظومة الاقتصاد الرسمى، من خلال الوصول للعاملين فى هذا القطاع، والعمل على تقديم حزمة محفزات لأصحاب هذه المصانع».
حاسم وواضح فى تحليله لملف الاستثمار، يعتبر أن النسبة الأكبر فى الاستثمار الأجنبى المباشر تكون من نصيب البترول والغاز، مع الاكتشافات المتتالية بحرًا وبرًا فى الغاز، مما يمنحه الاستمرارية فى هذه النسبة، ومن أجل استقطاب الأموال الأجنبية فى الاستثمارات مطلوب مشروع قومى يتم تنفيذه، وتسويقه بصورة أكثر احترافية، وقتها سوف يعمل على جذب المستثمرين، بالإضافة إلى ضرورة العمل على تقديم التسهيلات والمحفزات مع العمل على تشجيع بيئة الاستثمار، والترويج من خلال البعثات الدبلوماسية، والقضاء على البيروقراطية، بتنفيذ نظام الشباك الواحد.
لا يخف الرجل تحيزه الكامل للقطاع التكنولوجيا كونه القادر على تحقيق طفرة فى النمو الاقتصادى، بل المساهمة فى التنمية المستدامة، من خلال تنمية العنصر البشرى، ممثلا فى الشباب، والاهتمام بتخصيص كليات أكبر خاصة بالتكنولوجيا، مثلما يتحقق فى العديد من الدول الأخرى، بالإضافة إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك القطاع العقارى الذى يسهم فى توفير فرص عمل، لما يحتويه من حرف ومهن متعددة، مع ضرورة الاهتمام بالقطاع اللوجيستى.
التحدى والإصرار من السمات المستمدة من والده ضابط القوات المسلحة، يتكشف ذلك مع تحدثه عن القطاع الخاص الذى لا يزال يعانى فى منافسة غير متكافئة أمام الحكومة، لكن المشهد خلال الفترة القادمة يشهد انفراجة للقطاع الخاص بسبب مبادرة طرح العديد من الشركات الخاصة بالقوات المسلحة بالبورصة، وهو ما يعزز قوة القطاع الخاص مستقبلًا.
يظل ملف برنامج طروحات الشركات الحكومية بالبورصة من الملفات الشائكة خلال السنوات الماضية، لكن محدثى له وجهة نظر خاصة فى هذا الملف أن فرص مازالت قائمة للاستفادة من طرح الشركات الحكومية، سواء طروحات جديدة، أو لشركات قائمة، لكن لا يزال الوقت غير مناسب، ويتحقق النجاح مع استمرار صعود البورصة فى فترة لا تقل عن شهر، ومتوقع أن يتحقق ذلك فى النصف الثانى من عام 2021.
لا يغفل تخصصه فى مجال التحليل الفنى، حيث يكشف رؤيته المستقبلية لحركة مؤشرات البورصة، إذ يتوقع صعودًا كبيرًا للبورصة مع الربع الثانى من العام 2021، وتراجعًا على المدى القصير.
حدد لنفسك ماذا تريد أن تكون، ثم كن، هو ما نجح فى تحقيقه الرجل خلال مسيرته الطويلة، رغم أنه لا يزال بمقتبل العمر، المغامرة، تكون من المفيد تجربتها، دونها لن تصل إلى هدفك، وهو ما كان السر فى مشواره.. نجاحاته العديدة على مستوى العمل، أو البيزنس الشخصى، منحته خبرة كافية لكى يدير باحترافية، ويسعى مع مجلس إدارة الجمعية فى استكمال استراتيجية طموحة تسهم فى الوصول بالجمعية إلى الريادة، وتقديم كوادر مدربة قادرة على العمل، وإفادة السوق، تبنى خطة الجمعية القادمة على تدعيم كيان الجمعية فى الاتحاد الدولى للمحللين الفنيين, حيث تولت الجمعية رئاسة الاتحاد مرتين متتاليتين، فى سابقة تعد الأولى من نوعها، ثم الاحتفاظ أيضًا بمنصب نائب الرئيس أكثر مرة.
للرجل طموحات كبيرة مع مجلس الإدارة فى خطة عام 2021، وتعتمد على 3 محاور منها العمل على تجاوز جائحة كورونا من خلال الاعتماد على منصات التعليم عن بعد، على أن يكون أيضًا إجراءات الانضمام للجمعية من خلال الدفع الإلكترونى، وكذلك التركيز على تعليم الأعضاء والراغبين فى الأقاليم، وتنشيط الدور الاجتماعى للأعضاء، بفلسفة «بيت واحد» لكل المحللين، وتحقيق التواصل بينهم، ليس هذا فقط بل التخطيط لعمل تحالفات وبروتوكولات مع الجامعات والجهات العاملة بسوق المال، والتواصل مع الرقابة المالية، لتقنين عمل المحللين الفنيين.
الذين حققوا أشياء عظيمة هم الناس الذين تجرأوا على الإقدام على ذلك، وهو ما يسعى إليه محدثى دائمًا للوصول بالجمعية إلى الريادة فى السوق… فهل يستطيع تحقيق ذلك؟
[ad_1]