أكد الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، أن مصر حققت نموا اقتصاديا بالموجب، وطالب بضرورة الوقوف على القطاعات التي تشهد نموا كبيرا لضخ أموالا استثمارية في هذه القطاعات لدعم الاقتصاد المصري.
استعرض محيي الدين خلال مشاركته في مؤتمر مصر تستطيع 3 محاور ، وهي، التوجه التصديري والتحول الرقمي وتوطين التنمية، موضحًا أن جميع المحاور الاجتماعية والسياسية تؤثر على النمو الاقتصادي، مثل التغيرات في التركيبة السكانية والانتقال من الريف إلى الحضر وتغييرات المناخ والمشكلات السياسية والنزاعات وكذلك العولمة وتأثر الاقتصاد العالمي بذلك بجانب التأثر بالأوبئة، لافتا أنه لابد أن نضع في اعتبارنا جميع هذه التغييرات حتى نتمكن من وضع خطط مستقبلية تستطيع تحقيق النجاح المطلوب.
وأضاف محيي الدين أنه في التعامل مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية لا يمكن الاعتماد على مؤشر واحد، لكن لابد من وضع جميع المتغيرات في الاعتبار ومجمل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، منوها أننا ما زلنا في أوج الأزمة العالمية المتعلقة بوباء كورونا.
وأوضح محيي الدين أن جميع المؤسسات الاقتصادية الدولية تتوقع أن يشهد هذا العام نموا يعادل التراجع الذي حدث العام الماضي، ومتوقع أن يصل إلى 4.5 و5%، وطالب بضرورة الوقوف على القطاعات التي تشهد نموا كبيرا لضخ أموالا استثمارية في هذه القطاعات لدعم الاقتصاد المصري، منوها إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة مهمة لكن أيضا هناك قطاعات تحقق نموا كبيرا لابد من الاهتمام بها.
وأضاف محيي الدين أن معدل النمو زاد العام الماضي وكذلك هذا العام، بينما تراجعت الاستثمارات الإقليمية، وتراجعت التجارة العالمية، مضيفا أن موجات وباء كورونا تنتهي بالتأثير على الأسواق، ولابد من تدارك تداعيات الأزمة، مضيفا أن رؤية مصر 2030 تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة والـ17 هدفا من أهداف التنمية، مع مراعاة تغيرات البيئة والمناخ.
كما أكد محيي الدين أن التصدير وإحلال الواردات والتحول الرقمي من الأطر المهمة الواجب الاهتمام بها وسط زيادة معدلات التصدير في مصر، وتوطين التنمية والتحول الرقمي الذي بدت مصر في طريقها إليه ليدعم الصناعة، مشددا على أهمية ضخ الاستثمارات العامة ودورها في تدعيم وتطوير البنية الأساسية، بما في ذلك مشروعات التحول الرقمي، وبنتيه الأساسية، معتبرا إياها من المشروعات القومية المساندة للمجتمع، وتطوير قدرته الاقتصادية والتنافسية، وتحفيز القطاع الخاص على المشاركة فيها؛ لأن المنافسة الدولية في مجالات الإنتاج والتصدير والاستثمار أصبحت قاسية على الاقتصادات المقتصرة على مجالات الإنترنت فائق السرعة، والمنصات الرقمية، والذكاء الاصطناعي.
وطالب محيي الدين بمنع تحول الركود الاقتصادي إلى كساد ممتد الأثر، باستمرار حزم التيسير والمساندة النقدية والمالية للقطاعات الاقتصادية، مع ضرورة الاستناد إلى قواعد بيانات أكثر دقة عن الفئات والمشروعات الأجدر بالمساندة، والإفصاح عنها بـ”شفافية”.
كما طالب بالتعجيل بإجراءات توطين التنمية، وتنويع هيكل النشاط الاقتصادي بما يتطلبه ذلك من تفعيل آليات المنافسة والتحديث والابتكار، وإطلاق ممكنات النمو بتجاوز معضلات المفاضلة “غير المجدية” بين المركزية واللامركزية، مشيرا إلى أن مستجدات تكنولوجيا المعلومات أحدثت طفرات في تجاوز هذه المعضلة عن طريق الاستفادة من المزايا النسبية للنطاق المركزي، وكذلك للأقاليم والمحليات التابعة من خلال تطبيقات معتمدة، ومعايير محددة يسهل متابعتها؛ بما يحقق جودة الخدمات وفاعلية الإشراف والرقابة على تمويلها، وتنفيذها، لتتحقق الاستفادة المرجوة، أسوة بالعديد من الدول الشبيهة.
وأشاد محيي الدين بمشروعات مبادرة “حياة كريمة”، وقال: “سعدت بتصريحات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتأكيده على أن مشروعات البنية
الأساسية في مصر تشمل البنية الأساسية في التحول الرقمي، وهذا أمر جيد للغاية وسينعكس على مستقبل الاقتصاد والأجيال القادمة”.
واكد محيي الدين ان “توطين التنمية” هي محل الاهتمام الأكبر في مصر الآن، فمشروع تنمية 1500 قرية ضمن مبادرة الرئيس “حياة كريمة” هو أحد أهم المشروعات القومية، حيث يشمل رفع مستوى معيشة 58 مليون مواطن في هذه المبادرة، مؤكدا أن هذه المبادرات يستفيد منها الطبقة المتوسطة التي تقدم خدمات البناء وتنفيذ هذه المبادرات، متوقعا أن ينعكس ذلك على معدلات الفقر والفقر المدقع وسوف نشهد انخفاضا بها خلال السنوات المقبلة، وموضحا أن كل هذه المبادرات والمحاور تهدف لدعم القطاع الصناعي لتزيد إسهاماته في التشغيل والدخل القومي ومن ثم المساهمة في تحقيق معدلات نمو أعلى ومتراكمة.
وأشار أننا نحتاج الي تراكم التطوير والابتكار عبر سنوات حتى يشعر المواطن بمعدلات التنمية وتنعكس على الصناعة، ولابد من استخدام أليات السوق في الرقابة والتنظيم، وضرورة تعديل التشريعات بما يتواكب مع تطور الصناعة بدون التأثير على الصناعة بشكل سلبي”، مؤكدا أن هناك نهضة كبرى في مصر في الاستثمار البنية الأساسية.
وأكد محيي الدين على أهمية اعتبار الاستدامة مكونا أصيلا في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، كما ينبغي الاستعداد لتزايد التوجه عالمياً للإلزام بالإفصاح عن الأنشطة الضارة بالبيئة والمناخ وجهات تمويلها، بما يضمن تنمية لا تدمر في المقابل.
وأكد محيي الدين أن مصر ليس لديها مشكلة واردات، لافتا إلى أن مصر لم تعد تعاني من الواردات خاصة بعد تعويم الجنيه، مشيدا بالتوسع في تطوير البنية التحتية وشبكات الطرق، وما قامت به الدولة في العديد من المحافظات في الدلتا والصعيد وغيرهم من الأماكن، محدثة قفزات كبرى في مجالات متنوعة.
وأضاف محيي الدين أن “ثمار الاقتصاد تراكمية وأن العائد على الاستثمار سنجنيه مستقبلا من الاستثمار في البشر والتحول الرقمي وبناء نهضة قوية، بإحداث نقلة نوعية في الادخار الحكومي وفي قطاع الأعمال”، وتابع أن هناك دراسة من صندوق النقد الدولي مفادها أن كل زيادة في الاستثمارات العامة بنسبة 1% تجذب استثمارات خاصة بنسبة 10%.
جاءت كلمة محي الدين خلال مؤتمر مصر تستطيع الذي تنظمه وزارة الهجرة وشارك فيه وزراء الهجرة و قطاع الأعمال والتجارة والمالية وعدد من خبراء الاقتصاد
[ad_1]