يدرس حلف شمال الأطلنطي الناتو حالياً الآثار المترتبة على قرار الولايات المتحدة سحب الجانب الأعظم من القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان، ونقلت مصادر في الحلف عن أمينه العام جين ستولتينبيرج قوله إن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان يأتي في وقت حرج لا تزال فيه هجمات تنظيم طالبان المتشدد تتوالى، وغيرها من ضربات الجماعات المتطرفة في أفغانستان ضد المدنيين و العسكريين على السواء .
وبحسب تقارير حلف شمال الأطلنطي يصل إجمالي قوام قوات الحلف العاملة في أفغانستان حالياً إلى 11 ألف مقاتل يدعمون جهود بناء القوات المسلحة والقوات الأمنية الوطنية، ويقدمون الاستشارات للعسكريين الأفغان، كما تتألف تلك القوات من عناصر تنتمي إلى دول أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبنهاية العام الجاري تكون قد دخلت عامها السابع عشر على العمل في أفغانستان.
ويقول الخبراء إن القوات الأوروبية العاملة في أفغانستان تحت مظلة حلف شمال الأطلنطي تعتمد بصورة كبيرة على وسائل النقل والأمداد والتموين الأمريكية وكافة أشكال الدعم اللوجستي المقدمة من الولايات المتحدة لهذه القوات، وبموجب القرار الأمريكي بالانسحاب الجزئي من أفغانستان بحلول منتصف يناير القادم سيكون وضع ما سيتبقى هناك من قوات حلف شمال الأطلنطي في غاية الصعوبة من الناحية اللوجستية.
الخبراء الغربيون و كذلك المحليون الأفغان يجمعون على أن ثمه انكشاف أمنى ، قد تتعرض له أفغانستان بخروج الجانب الأعظم من القوات الأمريكية منها ، ولا تستبعد تقارير
مراكز الأبحاث الأفغانية و الغربية على السواء، أن تعود أفغانستان بعد الانسحاب العسكري الأمريكي منها مرتعا لجيل جديد من الجماعات المتطرفة والإرهابية وهو ما نبه الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي في مؤتمر بالفيديو كونفرس أجراه على مدار اليومين الماضيين مع وزراء خارجية دول الحلف حيث أكد على أن بقاء 2500 عسكري أمريكي فقط في أفغانستان لن يكون رادعا بما يكفى بالنسبة لطالبان لكى لا تصعد عملياتها للسيطرة على كامل الأراضي الأفغانية .
يشار في هذا الصدد إلى أن محادثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان ، تتم في إطار ثنائي و دونما تدخل من جانب حلف شمال الأطلنطي الذي تعد الولايات المتحدة عضوا فيه، و بموجب التفاهمات الأمريكية الطالبانية من المقرر أن تنسحب كل القوات الأجنبية من أراضي أفغانستان بحلول الأول من مايو 2021 إذا سمحت الظروف الأمنية على الأرض بذلك .
وخلال مؤتمره الافتراضي عبر الفيديو كونفرانس من مقر الناتو في بروكسل مع وزراء خارجية دول الحلف شدد الأمين العام للحلف على ضرورة أن تجرى أية انسحابات لقوات الحلف من الأراضي الأفغانية بتنسيق مشترك بين حكومات الدول الأعضاء في الحلف و في مقدمتهم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وإلا كانت قوات الحلف و مستشاريه العسكريين منكشفين أمنيا في مواجهة طالبان .
ويتوقع المراقبون أن يتخذ حلف شمال الأطلنطي قراره النهائي الخاص بمستقبل البقاء العسكري في أفغانستان بحلول فبراير القادم بعد أن يكون الرئيس الأمريكي الجديد للولايات المتحدة قد استلم مهام منصبه رسميا ، وعليه فسيكون مستقبل ملف التواجد العسكري في أفغانستان للولايات المتحدة ربما على رأس قائمة القرارات التي سيتعين على ساكن البيت الأبيض الجديد اتخاذها .
وميدانيا .. أدت وتيرة العنف المتصاعدة التي شهدتها أفغانستان منذ سبتمبر الماضي ضد المدنيين و العسكريين و التي كان أبرزها الهجوم الذي تعرضت له جامعة كابول الشهر الماضي و راح ضحيته 22 قتيلا معظمهم من الطلبة إلى إثارة شكوك في حدوث انسحاب عسكري أمريكي كامل من أفغانستان وكذلك لحلف شمال الأطلنطي ، وبرغم إعلان تنظيم الدولة الإرهابي – وليس حركة طالبان – مسئوليته عن هذا التصعيد فهناك اشتباه في تورط عناصر طالبانية في تلك الهجمات ، وفضلا عن ذلك يؤدى مناخ العنف إلى استحالة تنفيذ اتفاق الانسحاب العسكري الأمريكي مع طالبان على ارض الواقع .
من جانبه .. شدد السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلنطي كاى بالى خلال المؤتمر الافتراضي على انه لا يستبعد تورط طالبان في الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في أفغانستان وقال انه على قناعة شخصية في أن طالبان لن تلتزم بما تعهدت به للمفاوضين الأمريكيين من التخلي عن العنف ، إلا أن السفير الأمريكي عاد وذكر المؤتمرين بأن أفراد الجيش الأمريكي وحدهم هم من يدفعون الآن “الثمن الفادح” لاستمرار بقاء قوات حلف شمال الأطلنطي في أفغانستان و بات متعينا على الدولة الأمريكية أن تفعل شيئا من أجل إنهاء حالة الخطر الدائم التي يعيشون فيها.
[ad_1]