30 مشروعًا مستهدفًا للمكتب خلال الفترة القادمة
التاريخ قصة متصلة لمجموعات صغيرة من شخصيات تميزت بالحسم، والشجاعة، والذكاء، تركوا طابعًا لا يمحى فى مجرى الأحداث وتمكنوا من تغيير المسار، فالفرق بينهم والآخرين ليس القوة، ولا المعرفة، وإنما الإرادة، وهكذا محدثتى منطقها إذا لم تقاتل على ما تريد، فلا تبكى على ما خسرت.
تسقط شجرة فيسمع الكلّ دوى سقوطها, بينما تنمو غابةٌ كاملة ولا يسمع لها ضجيج، فالكثير لا يلتفت عادة لنموك وتميزك, لا تهتم كثيرًا بذلك، ولا تلتفت إلى الخلف، فثمن النجاح، الصبر، والتضحية فى سبيل تحقيق الوصول إلى القمة، وهو ما سعت إليه منذ صباها.
الدكتورة نرمين طاحون، الشريك المدير بمكتب طاحون للاستشارات.. فى العقل إرادة وبالقلب ضمير.. هكذا تكون، رضاها لن يتحقق إلا حينما تترك بصمة تخلد مسيرة اجتهادها، أكثر حرصًا على العمل، تفتش عن الجديد باستمرار، تحمل المتناقضات العند والقوة، الهدوء والتسامح، غامضة لمن لا يعرفها، حسمها ووضوحها سر قوتها، الاعتماد على النفس أهم ثمار رحلة مشوارها.
لا تندم، ولا تنظر أبدًا إلى الوراء، هكذا يبدو انطباعى، مرآة تستحوذ على مساحة كبيرة عند المدخل الرئيسى، ولذلك فلسفة لديها، وهى تقييم حالة الرضا من عدمه، من خلال هذه المرآة على ملامحها، لوحات فى كل مكان تحكى تفاصيل الطبيعة، شجر، ورد، رسومات تسرد حكايات ترتبط بالتراث، انتيكات تكشف الحنين للماضى، هدوء فى الألوان والمكان.. داخل المكتب، كل شىء يبدو أكثر تفاؤلًا، مكتبة تضم نوادر الكتب التاريخية، والسياسية أثرت فى شخصيتها، على سطح المكتب أجندة صغيرة تحمل تفاصيل محطات حياتها، سطرت مقدمتها بقول «حينما أترك خلفى بصمة تفيد الآخرين، أكون قد أديت رسالتى»، محطات مهمة لم تسقطها من ذكرياتها، منذ تخرجها فى الجامعة، ومسيرتها بدأت بالعمل مع العظماء، من هنا كانت حكمتها، الشكر والعرفان لكل من أسهم فى صناعة شخصيتها.
حماس وإيمان بالأفكار ترتسم على ملامحها، ثقة فيما تحلل، تفاؤل كبير فى رؤيتها، حذر وتحفظات بحثا عن الأفضل فى المشهد…«نعم وفقًا للأرقام فقد سجلت مؤشرات الاقتصاد نموًا، لكن لم ينعكس بالإيجاب ولم يلمسه رجل الشارع، وبذلك يعتبر نموًا غير حقيقي، إذا يفتقر العوامل التى تسهم فى حركة العجلة الاقتصادية بصورة صحيحة، ولتحقيق ذلك يتطلب المشهد العمل على تشجيع المستثمر، كونه المصدر الرئيسى للضرائب، وتمثل 80% من دخل موازنة الدولة، وكذلك الاتجاه إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات لمرحلة ما بعد جائحة كورونا، وهذا يحتاج تقديم ميزة تنافسية، تمنح أفضلة للاستثمار الوطنى لجذب المستثمرين».. هكذا تحلل المشهد.
ليست من أنصار المنطقة الرمادية، صريحة، واضحة، تعتبر أن المسار الاقتصادى، لا يزال متذبذبًا، تبنى رؤيتها فى ذلك على بعض المشاهد، وتتمثل فى استمرار مزاحمة الحكومة للقطاع الخاص، وهنا على الدولة انتهاج المعايير المعمول بها فى الاقتصاديات المتقدمة، من أجل تحقيق انطلاقة قوية للاقتصاد، بمزيد من حرية الاقتصاد، والتزام بالتعاقدات الموقعة مع المستثمرين، والعمل على تعافى العملة بصورة قوية، والوصول إلى المزيد من التراجعات فى معدلات التضخم.
– بحماس وثقة تجيبنى قائلة إن«شعور المواطن بنتائج الإصلاحات الاقتصادية مرتبطة بعدد من العوامل يتصدرها
العمل على توفير فرص عمل للشباب، تحسين التعليم، وتنفيذ برامج تدريب وتأهيل عماله لسوق العمل، بما يساعد المستثمرين على توفير متطلباتهم من هذه النوعيات المدربة، وكذلك القضاء على الروتين، وتحقيق بيئة مناسبة ومتكاملة للاستثمار».
الاعتماد على النفس دون الالتفات إلى الغير مهما كان مسار سلكته محدثتى منذ سنوات مبكرة من عمرها، يتكشف حينما تتحدث عن السياسة النقدية، تعتبر أن ما تحقق بالاستقرار الاقتصاد، أمرًا جيدًا، لكن ذلك لا يخف تحفظاتها، رغبة منها الوصول إلى الأفضل فى المشهد الاقتصادى، حيث تفتش عن تحقيق قفزات، تتماشى مع ما اتخذ من قرارات حاسمة، أسهمت فى التحسن، والتعافى، لكن هذا لا يزال غير مكتمل، وهذا يتطلب عددًا من الخطوات المرتبطة بتراجع دور القطاع العام، وإفساح المجال أمام القطاع الخاص للانطلاق، مع خفض أسعار الفائدة، وتشجيع النشاط الاقتصادى.
رؤيتها تبنى على فكر هادف، ونفس المشهد يكون عندما تحلل خفض أسعار الفائدة، تجدها تطلب المزيد من عملية خفض الفائدة، ولكن تتساءل قائلة»ماذا يفيد الخفض دون نشاط للاستثمار؟»، حيث إن تحرك الاستثمار، يسهم فى عدم اللجوء إلى طباعة نقود، الذى يعمل على زيادة معدلات التضخم، واستمرار هذه السياسة غير مفيدة للاستثمار والاقتصاد.
علامات تعجب تبدو على ملامحها قبل أن تجيبنى قائلة إن «خفض أسعار الفائدة لن يصطدم مع برامج الدعم الاجتماعى، حيث إن العديد من الاقتصاديات، نفذت برامج جيدة، أسهمت فى تحسين السواد الأعظم من معدومى الدخل، بعدما تمكنت بالوصول إليهم من خلال قاعدة بيانات موحدة، ومتكاملة تضم كل صغيرة وكبيرة عن المواطنين».
تجاربها التى خاضتها على مدار مسيرته منحتها رؤية دقيقة فى تحليل ملف الاقتراض الخارجى، تعتبره غير خطر، فى حالة توجيهه إلى الاستثمار، وتحقيق عوائد قادرة على سداد أصل هذا الدين، ولكن هذا لا يتحقق بصورة فعلية، وذلك يجعل الدين الخارجى من المؤشرات التى تحتمل الخطورة.
فى جعبتها العديد من الحكايات فى هذا الملف، حيث تربط سعر الصرف، بالأسعار، وتعتبر أن الأسعار فى زيادة، وبذلك لا تعبر العملة المحلية عن حقيقتها.
لم تعتمد فى مسيرتها على الحظ والصدفة، وإنما كان سلاحها الاجتهاد، نفس المشهد حينما تتحدث عن السياسة المالية، تبنى رؤيتها على أرقام وحقائق، خاصة أن الإيرادات قائمة على الضرائب التى يتحمل النصيب الأكبر منها القطاع الخاص، وهذا المشهد وفقًا لقولها يتطلب مجموعة اقتصادية متكاملة، قادرة على وضع سياسة موحدة بين الوزارات، وليس فى جزر منعزلة، الذى يتم فيه اتخاذ القرارات وفقًا لكل وزارة، مع العمل على تحقيق استقرار تشريعى، بما يتيح للمستثمر تنفيذ دراسة جدوى مشروعاته بعيدًا عن القرارات المتضاربة بين الحين والآخر،
والتعديلات المستمرة على التشريعات، خاصة الضريبية، لذلك أمام الحكومة العمل على التوسع الأفقى من خلال التوسع فى القطاع الخاص، وعدم وضع عراقيل أمامه، بما يسهم فى زيادة القطاع الخاص، مع تخفيف العبء على كاهل الحكومة بتخارج القطاع العام، وأيضاً العمل على تحفيز القطاع الموازى وضمه للقطاع الرسمى، باتخاذ إجراءات مشجعة لأصحاب القطاع، وتعزيز الثقة بين الطرفين الحكومة والعاملين فى هذا القطاع، مع العمل على تطبيق الشمول المالى، بصورة واسعة، مع الوضع فى الاعتبار الاتجاه إلى تغيير العملة.
رغم الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة فى تحسين مناخ الاستثمار، وتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب والمحليين فإن الجدال لا يزال قائمًا فى الملف بين الخبراء والمراقبين، إلا أن محدثتى لديها وجهة نظر فى هذا الملف، تعتبر أن الملف فى حاجة إلى جهد مضاعف من أجل استقطاب الاستثمارات والأموال الأجنبية، وتوفير كل صغيرة وكبيرة للمستثمر، تسهم فى نجاح مشروعاته، وبذلك تكون جهة الاستثمار على اتصال مباشر مع القيادة السياسة، وعقد اجتماعات فورية مع المستثمرين المحليين والأجانب وحل مشكلاتهم، مع التنسيق الكامل مع الوزارات الأخرى، والترويج باللقاءات المستمرة مع الشركات الأجنبية العملاقة، واستقطابها، مع وضع خطة وفقًا لمستهدفات.
لا تخشى التجربة، كونها تفتش عن الجديد، الذى يضيف لرصيدها، ترى أن التكنولوجيا، بمثابة القطاع القادر على تحقيق التنمية، والمساهمة فى النمو الاقتصادى، خاصة أنه قطاع غير مكبل بالمشكلات، والعمود الفقرى للقطاعات المختلفة، بالإضافة إلى قطاع الصناعة بما يضم من مجالات مختلفة، مع ضرورة الاهتمام بقطاع الزراعة، باعتباره القطاع الرئيسى فى الإنتاج.
لا تخفى محدثتى انحيازها الكامل للقطاع الخاص، الذى يواجه عراقيل بالجملة، وتحمل المعاناة والمسئولية طوال السنوات الماضية، ويكون دور الدولة توفير كافة الإمكانيات، والتخارج من أمام القطاع الخاص، تسريع المحفزات الخاصة بالتراخيص، وتخصيص الأراضى.
لديها منهج التفكير المختلف، وتختار الأفضل ويتكشف فى حديثها عن برنامج الطروحات الحكومية، صريحة لدرجة كبيرة، فى هذا الملف تعتبر أنه منذ انطلاق برنامج الخصخصة تم الترويج بصورة خاطئة، كان له التأثير السلبى على الملف، فى ظل عدم التعامل والتنظيم بالصورة الدقيقة، وهو ما تسبب فى تسريح العمالة، بما لا يتناسب مع مفهوم الخصخصة، وعلاج أخطاء الماضى، لا بد التعامل مع الملف من خلال تشكيل لجنة استشارية تابعة بصورة مباشرة مع القيادة السياسة، لدراسة شركات الدولة، ودراسة الأسلوب الأمثل لطريقة الطرح، المناسبة للبورصة منها، والملائم للبيع لمستثمر استراتيجى، بنظام اكتتاب مغلق لمستثمر مؤهل فنيًا وماليًا، بل أيضاً بيع بعض الشركات للعاملين، أو حتى من خلال خصخصة الإدارة، بما يتناسب مع حالة كل شركة.
نجاحها فى بناء مملكتها العملية، منحها اجتهادًا من نوع خاص، أسهم فى تعزيز انطلاقة مكتبها بالسوق، مدعوم باستراتيجية ناجحة ووضع إطار قانونية للعديد من الشركات، واستقطاب شركات جديدة للسوق المحلية، حيث نجح المكتب فى تنفيذ عمليات استحواذ وهيكلة، وجذب مؤسسات كبيرة ومن العيار الثقيل للسوق، بلغ إجمالى عددها على مدار عامى 2019/2020 أكثر من 25 عملية استثمارية متنوعة لمؤسسات عالمية، ومحلية بين استحواذ، اندماجات، وتأسيس شركات جديدة.
تجاربها منحتها مزيدًا من القوة فى الشخصية، وإصرار على استكمال النجاح لمؤسستها، لذلك حددت استراتيجية طموحة تقوم على 4 محاور رئيسية يتصدرها التوسع فى تقديم الخدمات، والتوسع أيضاً فى نظام المكاتب الذكية، التى تسهم فى تنفيذ عمل المكتب بتكنولوجيا عالية عن بعد، من خلال صفحة المكتب على الإنترنت، بما يتلاءم مع مستجدات العصر، والعمل على استهداف مشروعات جديدة وضخمة خلال الفترة القادمة تصل إلى 30 مشروعًا من خلال عمليات ترويج محترفة، والعمل على التدريب المستمر للعاملين بالمكتب، بما يسهم فى تحقيق وتعظيم الخدمات المقدمة.
عقليتها تشكلت بالفكر، والقراءة لكبار كتاب الأدب والتاريخ والسياسة، نشأتها العملية وسط جيل من العظماء فى مجال عملها أسهم فى إصقال خبرتها، عاشقة للألوان الهادئة، مغرمة بالرياضية وتربية الحيوانات، لكن تظل تبحث عن الوصول للرضا الكامل من خلال تحقيق الريادة لمكتبها فى السوق المحلية والعالمية.. فهل تستطيع ذلك؟
[ad_1]